الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ***
له حديث في باب عيش السلف من كتاب الزهد والرقائق.
4028- قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرٍ، قَالَ: إِنَّ عَامِرَ بْنَ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَارَزَ رَجُلاً فَقَتَلَهُ، وَجَرَحَ نَفْسَهُ، قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: لَهُ أَجْرَانِ. 4029 وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، قَالَ: إِنَّ عَمَّهُ جُرِحَ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَقَتَلَ رَجُلاً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَكَ أَجْرَانِ.
4030- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَأَبُو سَلمَةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ الأَعْرَابِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: إِنَّ صُهَيْبًا حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ لَهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: أَتَيْتَنَا صُعْلُوكًا فَكَثُرَ مَالُكَ عِنْدَنَا، وَبَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ ثُمَّ تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ؟ والله لاَ يَكُونُ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُمْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ مَالِي تُخَلُّونَ سَبِيلِي؟ فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: أُشْهِدُكُمْ أَنْ قَدْ جَعَلْتُ لَكُمْ مَالِي، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: رَبِحَ صُهَيْبٌ، رَبِحَ صُهَيْبٌ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ إِنْ كَانَ أَبُو عُثْمَانَ سَمِعَهُ مِنْ صُهَيْبٍ، وَقَدْ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: لَمَّا أَرَدْتُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ فَصَحَّ اتِّصَالُهُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي التَّفْسِيرِ لِلْمُسْنَدِ مِنْ حَدِيثِ جَعْفَرٍ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جَدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ للْبَقَرَةَ. 4031- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا دَفَّاعُ بْنُ دَغْفَلٍ، حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِصُهَيْبٍ: يَا صُهَيْبُ، إِنَّ فِيكَ خِصَالاً ثَلاَثًا أَكْرَهُهَا لَكَ، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِطْعَامُكَ الطَّعَامَ وَلاَ مَالَ لَكَ، وَاكْتِنَاؤُكَ وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ، وَادِّعَاؤُكَ إِلَى الْعَرَبِ وَفِي لِسَانِكَ لُكْنَةٌ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الطَّعَامِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَفْضَلُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَايْمُ اللَّهِ، لاَ أَتْرُكُ إِطْعَامَ الطَّعَامِ أَبَدًا، وَذَكَرَ الْكُنْيَةَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِي: يَا صُهَيْبُ قُلْتُ: لَبَّيْكَ قَالَ: أَلَكَ وَلَدٌ؟ قُلْتُ: لاَ قَالَ: اكْتَنِ بِأَبِي يَحْيَى قَالَ: فَعَلَيْهَا أَحْيَا وَعَلَيْهَا أَمُوتُ وَذَكَرَ الاِدِّعَاءِ، قَالَ: فَأَنَا صُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ حَتَّى انْتَسَبَ إِلَى النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ، كُنْتُ أَرْعَى عَلَى أَهْلِي، وَإِنَّ الرُّومَ أَغَارَتْ فَرَقَّتْنِي فَعَلَّمَتْنِي لُغَتَهَا، فَهُوَ الَّذِي تَرَى مِنْ لَكْنَتِي قُلْتُ: هَذَا إِسْنَادٌ غَرِيبٌ، وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ، قَالَ: إِنَّ صُهَيْبًا فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَهَذَا السِّيَاقُ أَوَفَى، وَفِي الْبُخَارِيِّ طَرَفٌ مِنْهُ، وَفِي ابْنِ مَاجَةَ طَرَفٌ آخَرُ وَإِنَّمَا أَخْرَجْتُهُ لِغَرَابَةِ إِسْنَادِهِ، وَاسْتِيفَاءِ سِيَاقِهِ.
4032- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّابِغَةَ الْجَعْدِيَّ، يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْشَدْتُهُ قَوْلِي: وَإِنَّا لَقَوْمٌ مَا نُعَوِّدُ خَيْلَنَا إِذَا مَا الْتَقَيْنَا أَنْ تَحِيدَ وَتَنْفِرَا وَتُنْكِرُ يَوْمَ الرَّوْعِ أَلْوَانَ خَيْلِنَا مِنَ الطَّعْنِ حَتَّى نَحْسَبَ الْجَوْنَ أَشْقَرَا وَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ لَنَا أَنْ نَرُدَّهَا صِحَاحًا وَلاَ مُسْتَنْكَرًا أَنْ يُعَفَّرَا بَلَغْنَا السَّمَاءَ مَجْدَنَا وَجُدُودَنَا وَإِنَّا لَنَبْغِي فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرًا قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِلَى أَيْنَ؟ قُلْتُ: إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ: نَعَمْ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: فَلمّا أنْشَدْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: وَلاَ خَيْرَ فِي حِلْمٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا وَلاَ خَيْرَ فِي جَهْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ أَرِيبٌ إِذَا مَا أُورِدَ الأَمْرُ أَصْدَرَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَفْضُضُ اللَّهُ فَاكَ قَالَ: فَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ ثَغْرًا، وَكَانَ إِذَا سَقَطَتْ لَهُ سِنٌّ نَبَتَتْ.
4033- قَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا أَبُو جَابِرٍ، وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، كِلاَهُمَا عَنْ فَائِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوَفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ مُقْعَدٌ فَقَالَ لِأَهْلِهِ: ضَعُونِي عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَسْجِدِهِ، قَالَ: فَوُضِعَ الْمُقْعَدُ عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَسْجِدِهِ، فَكَانَ إِذَا اخْتَلَفَ إِلَى الْمَسْجِدِ سَلَّمَ عَلَى الْمُقْعَدِ، فَجَاءَ أَهْلُ الْمُقْعَدِ لِيَرُدُّوهُ، فَقَالَ: لاَ وَاللَّهِ، لاَ أَبْرَحُ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ مَا عَاشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَابْنُوا لِي خُصًّا، فَبَنَوْا لَهُ خُصًّا فَكَانَ فِيهِ، فَكُلَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَسْجِدِ دَخَلَ الْخُصَّ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُقْعَدِ، وَكُلَّمَا أَصَابَ طُرْفَةً مِنْ طَعَامٍ بَعَثَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى الْمُقْعَدِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَتَى آتٍ فَنَعَى لَهُ الْمُقْعَدَ، فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَهَضْنَا مَعَهُ، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ الْخُصِّ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: لاَ يَقْرَبَنَّ الْخُصَّ أَحَدٌ غَيْرِي، فَدَنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ الْخُصِّ فَإِذَا جِبْرِيلُ عَليْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ قَاعِدٌ عِنْدَ الْمُقْعَدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ تَأْتِنَا لَكَفَيْنَاكَ أَمْرَهُ، فَأَمَّا إِذَا جِئْتَ فَأَنْتَ أَوْلَى بِهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَغَسَّلَهُ بِيَدِهِ، وَكَفَّنَهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ وَأَدْخَلَهُ الْقَبْرَ، تَفَرَّدَ بِهِ فَائِدُ أَبُو الْوَرْقَاءِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
4034- قال الحارث: حدَّثنا يونس بن محمد، ثنا شيبان، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: رأيت ابن أم مكتوم يوم القادسية، وعليه درع وبيده راية.
له في ترجمة أبي ذر رضي الله عنه ذكر، وقد تقدمت.
حديث علي رضي الله عنه في شأن بنت حمزة رضي الله عنهما تقدم في الحضانة. 4035- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا وَهْبٌ وهُوَ ابْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُسَيْنٍ يَعْنِي: ابْنَ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اعْتَمَرَ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ لاَ يُخْرِجَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِهَا، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُمْرَتَهُ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِبِنْتِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَى مَنْ تَدَعُنِي؟ فَلَمْ يَلْتَفِتْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَيْهَا لِلْعَهْدِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ، وَمَرَّ بِهَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَتْ: إِلَى مَنْ تَدَعُونِي؟ فَلَمْ يَلْتَفِتْ علَيْهَا، وَمَرَّ بِهَا جَعْفَرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَنَاشَدَتْهُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إلَيْهَا، ثُمَّ مَرَّ بِهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، إِلَى مَنْ تَدَعُينيِ؟ فَأَخَذَهَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَلْقَاهَا خَلْفَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَلَمَّا نَزَلُوا أَدْنَى مَنْزِلٍ أَتَى زَيْدٌ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: أَنَا أَوْلَى بِهَا مِنْكَ فَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ. وَهُوَ عِنْدَ أَحْمَدَ مِنْ طَرِيقِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. 4036- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أُصِيبَ جَعْفَرٌ، وَكُنْتُ أُحِبُّ جَعْفَرًا رضي الله عنه. 4037- حدَّثنا عبد الله، عن أبي معشر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان حُصر فيما قيل من جعفر رضي الله عنه تسعون، بين ضربة بسيف وطعنة برمح. أصله في الصحيح. 4038- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ مِنَ الْحَبَشَةِ عَانَقَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. 4039- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: مَا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً قَطُّ فِيهِمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ إِلاَّ أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ، مُخْتَصَرًا. 4040- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آخَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
4041- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ هُرْمُزَ الْقَسْمَلِيُّ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قَوْمِي، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِمْ وَأَنَا طَاوٍ، وَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِمْ وَهُمْ يَأْكُلُونَ الدَّمَ، فَقَالُوا: هَلُمَّ، فَقُلْتُ: جِئْتُ أَنْهَاكُمْ عَنْ هَذَا، فَنِمْتُ وَأَنَا مَغْلُوبٌ، فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي بِإِنَاءٍ فِيهِ شَرَابٌ، فَقَالَ: خُذْ، فَأَخَذْتُهُ فَشَرِبْتُ، فَشَبِعْتُ وَرُوِيتُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَتَاكُمْ رَجُلٌ مِنْ سُرَاةِ قَوْمِكُمْ فَلَمْ تُتْحِفُوهُ بِمُذَيِّقَةٍ قَالَ: فَأْتُونِي بِمُذَيِّقَتِهِمْ فَقُلْتُ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيهَا قَالُوا: إِنَّا رَأَيْنَاكَ بجْهَدُ، فَأَرَيْتُهُمْ بَطْنِي، فَأَسْلَمُوا عَنْ آخِرِهِمْ رضي الله عنهم. 4042- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا الهيثم، ثنا الوليد، عن ابن جابر، قال: حدثني سَلِيم بن عامر قال: قلت لأبي أمامة: ابن كم كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما سألني عنها غيرك قبلك، كنت ابن ثلاث وثلاثين، ولقد رأيتني، وحضرت خطبته فجعل يميل بصدر راحلته فتكاد أن تزيلني عن السماع، فأضع كتفي في صدر راحلته فأزيلها.
4043- وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا عَلَى الأَرْضِ رَجُلٌ يَمُوتُ وَفِي قَلْبِهِ مِنَ الْكِبْرِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ إِلاَّ جَعَلَهُ اللَّهُ فِي النَّارِ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الأَنْصَارِيُّ بَكَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، لِمَ تَبْكِي؟ فَقَالَ: مِنْ كَلِمَتِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَبْشِرْ، فَإِنَّكَ فِي الْجَنَّةِ.
4044- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سَرِيعٍ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: ثُمَّ مَرَّ، يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَهُوَ يَلْعَبُ بِشَيْءٍ يَبِيعُهُ وَهُوَ غُلاَمٌ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِي تِجَارَتِهِ. 4044- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ فِطْرٍ مِثْلَهُ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ عَلَى شَرْطِ أَبِي دَاوُدَ، أُخْرِجَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَوَّلُ هَذَا الْحَدِيثِ وَلَمْ يَذْكُرْ مَا أَوْرَدْتُهُ. 4044- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ فِطْرٍ نَحْوَهُ، وَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِي بَيْعَهِ أَوْ قَالَ: فِي صَفْقَتِهِ. 4045- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّاد بن زيد، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سِيْرين قال: إن رجلاً جلب سُكّرًا إلى المدينة فكسد عليه، فقالوا له: ائت عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما، فأتاه فاشتراه منه: بدَه دوازده، وقال: من شاء أخذ. فقال الرجل: آخذ معهم؟ قال: خذ.
4046- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا قَالَ أَبُو الدَّحْدَاحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُرِيدُ مِنَّا الْقَرْضَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ يَا أَبَا الدَّحْدَاحِ قَالَ: أَرِنِي يَدَكَ، فَنَاوَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَدَهُ، قَالَ: قَدْ أَقْرَضْتُ رَبِّي حَائِطِي وَحَائِطَهُ فِيهِ سِتُّمِائَةِ نَخْلَةٍ، فَجَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَمْشِي حَتَّى أَتَى إِلَى الْحَائِطِ وَأُمُّ الدَّحْدَاحِ فِيهِ وَعِيَالُهَا، فَنَادَى: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ، قَالَتْ: لَبَّيْكَ قَالَ: اخْرُجِي، فَقَدْ أَقْرَضْتُهُ رَبِّي. حُمَيْدٌ ضَعِيفٌ.
4047- َقَالَ إِسْحَاقُ: قلت لأبي أسامة: أحَدََّثكم مِسْعَر، عن سعد بن إبراهيم، عن سعيد بن المسيب، عمن حدثه، إنه لم يسمع صوتًا أشد من صوته – يعني أبا سفيان يوم اليرموك – وهو تحت راية ابنه يقول: هذا يوم من أيام الله تعالى، اللهم أنزل نصرك. 4047- قال: قال مِسْعَر مرة أخرى في هذا الحديث: حدَّثنا من سمع أبا سفيان يوم اليرموك... فذكر مثله، فأقر به أبو أسامة.
4048- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ الْعُرَيْجِيِّ، قَالَ: لَمَّا حُضِرَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَزَعَ جَزَعًا شَدِيدًا وَجَعَلَ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: لِمَ تَجْزَعُ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَعْمِلُكَ وَيُدْنِيكَ؟ فَقَالَ: قَدْ كَانَ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ ذَلِكَ وَلاَ أَدْرِي أَحُبًّا ذَلِكَ لِي، أَمْ تَأَلُّفًا يَتَأَلَّفُنِي، وَلَكِنْ أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُحِبُّهُمَا: ابْنُ سُمَيَّةَ، يَعْنِي عَمَّارًا، وَابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَلَمَّا جَدَّ بِهِ، يَعْنِي النَّزْعَ، جَمَعَ يَدَيْهِ وَوَضَعَهَا مَوْضِعَ الْغُلِّ مِنْ عُنُقِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَمَرْتَنَا فَتَرَكْنَا، وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا، فَلاَ يَسَعُنَا إِلاَّ رَحْمَتُكَ قَالَ: فَمَا زَالَتْ تِلْكَ هَجِيرَاهُ حَتَّى قُبِضَ.
4049- قال الطيالسي: حدَّثنا جِْر بن فَرْقد، ثنا سَلِيط بن عبد لله بن يسار الأنصاري رضي الله عنه قال: بايع جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4050- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: جَاءَ الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ الأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُنَاجِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، فَجَلَسَ وَلَمْ يُسَلِّمْ، فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: لَوْ سَلَّمَ هَذَا عَلَيْنَا لَرَدَدْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: أَتَعْرِفُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ هَذَا مِنَ الثَّمَانِينَ الَّذِي صَبَرُوا مَعَكَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، أَرْزَاقَهُمْ وَأَرْزَاقُ أَوْلاَدَهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّةِ، كَذَا قَالَ الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَخَالَفَهُ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلُ، فَقَالَ: عَنِ الْمَسْعُودِيِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ حَارِثَةَ بْنَ النُّعْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ يُنَاجِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فَذَكَرَهُ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، فَخَالَفَ فِي إِسْنَادِهِ، فَقَالَ: عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَخَالَفَ الْمَتْنِ، فَقَالَ: وَيَفِرُّ النَّاسُ عَنْكَ غَيْرَ ثَمَانِينَ فَيَصْبِرُونَ مَعَكَ، وَهُوَ مِنْهُمْ فَالأَوَّلُ جَعَلَهُ خَبَرًا عَمَّا مَضَى، وَالثَّانِي جَعَلَهُ خَبَرًا عَمَّا يَأْتِي، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
4051- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ، يَقُولُ: قَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا زِلْتُ أَطْمَعُ فِي الْخِلاَفَةِ مُنْذُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ: يَا مُعَاوِيَةُ، إِنْ مَلَكْتَ فَأَحْسِنْ.
4052- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنِ الْجَهْدَمَةِ امْرَأَةِ بَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَةِ، عَنْ بَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَةِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ رَبِيعَةَ قَالَ: مِنْ رَبِيعَةَ الْفُرْسِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: لَوْلاَهُمُ انْقَلَبَتِ الأَرْضُ بِأَهْلِهَا، أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ بَيْنِ رَبِيعَةَ.
4053- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَبَنًا، فَقَالَ: مَتَّعَهُ اللَّهُ بِشَبَابِهِ.
له قصة مع عمر رضي الله عنه أثنى عليه فيها يأتي في باب فضل القرون الثلاثة.
4054- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ هُوَ الْجُعْفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَقِيلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا أَبَا يَزِيدَ، إِنِّي لَأُحِبُّكَ حُبَّيْنِ: حُبُّ الْقَرَابَةِ، وَحُبٌّ لِحُبِّ أَبِي طَالِبٍ إِيَّاكَ. هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
في المغازي، في الحديبية، وفي حُنين.
4055- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: ذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَسَحَ بِرَأْسِي وَدَعَا لِي بِالرِّزْقِ. 4055- حَدَّثَنَا وَهْبٌ هُوَ ابْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: ذَهَبَ بِي أَبِي وَأُمِّي... الْحَدِيثَ.
4056- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِي، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ رَجُلٍ فَجَعَلْتُ أَدْعُو وَأَنَا مُمْسِكٌ بِحَصَاةٍ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ: إِذَا سَأَلْتَ رَبَّكَ فَلاَ تُمْسِكْ بِيَدِكَ الْحَجَرَ، فَلَمَّا سَمِعْتُهُ ذَكَرَ عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنَسْتُ إِلَيْهِ، وَانْتَسَبْتُ إِلَيْهِ، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنِي فَقَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ لَوْ شِئْتُ لَسَمَّيْتُهُ، فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ، وَحُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَالِسٌ، فقَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَأَيْنَ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَنْتَ فِي خَيْرٍ أَوْ إِلَى خَيْرٍ. 4056- وَبِهِ إِلَى مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ رَجُلٍ، فَحَدَّثَنِي أَنَّ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَيْنَ أَنَا؟ فَذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا مِنَ الأَوَّلِ.
4057- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أَخْبَرَنِي عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الأَنْصَارِيِّ، حَدَّثتَنِي جَدِّتي، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ أَنَّهُ أَصَابَهُ سَهْمٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَافِعُ إِنْ شِئْتَ نَزَعْتُ السَّهْمَ وَتَرَكْتُ الْقُطْبَةَ، وَأَشْهَدُ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَنَّكَ شَهِيدٌ، قَالَ: فَفَعَلَ.
4058- قال الطيالسي: حدَّثنا الحكم بن عطية، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال: إني لأرجو أن ألقى النبي صلى الله عليه وسلم فأقول: يا رسول الله خُويدمُك أنس. 4058- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا هارون، ثنا أبو داود بهذا. 4059- حدَّثنا عبد الله بن أبي بكر أخو المُقَدمي، ثنا جعفر، ثنا ثابت قال: كنت إذا أتيت أنسًا رضي الله عنه يُخْبَر بمكاني، فأدخل عليه فآخذ يديه فأقبلهما، وأقول: بأبي هاتين اليدين اللتين مستا رسول الله صلى الله عليه وسلم، واقبل عينيه، وأقول: بأبي هاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4060- قال أبو يعلى: حدَّثنا عبد الأعلى، ثنا عثمان بن عمر، ثنا أسامة بن زيد، عن محمد بن المُنْكَدر، عن سفينة رضي الله عنه قال: ركبتُ البحر في سفينة فكُسرت بنا، فركبت لوحًا منها، فطرحني في أجمة فيها الأسد، فلم يرعني إلا به، فقلت: يا أبا الحارث، أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فضربني بمنكبه وطأطأ رأسه، وجعل يغمزني بمنكبه، ثم مشى معي حتى أقامني على الطريق، ثم ضربني بيده وهمهم ساعة، فرأيت أنه يودّعني. وقال البزار: حدَّثنا محمد بن بشار، ثنا عثمان بن عمر، به.
له رضي الله عنه في ترجمة حذيفة رضي الله عنه ذكر. 4061- وَقَالَ إِسْحَاقُ: قلت لأبي أسامة: أحدثكم أبو طلق بن حنظلة، حدثني أبي، عن أوس بن ثُرَيْب.... فذكر حديثًا، قال: فضرب عمر رضي الله عنه بين كتفي ابن مسعود رضي الله عنه، وقال: لقد جعل الله تعالى في قلبك يا ابن مسعود من العلم غيرَ قليل. قال: فأقر به أبو أسامة. والحديث بتمامه مذكور في عِشرة النساء. 4062- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا المُقْري، ثنا المسعودي، عن القاسم قال: أول من أفشى القرآن في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. 4063- حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ اللَّخْمِيُّ، عَنْ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَأَتَى سَارِيَةً، فَوَقَفَ إِلَيْهَا يُصَلِّي، قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: نَابِذْ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، وَهُوَ لاَ يَسْمَعُهُ، فَقَرَأَ: قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ، ثُمَّ قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَخْلِصْ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَرَأَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ، وَجَلَسَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ادْعُ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، تُجَبْ، وَسَلْ تُعْطَ وَهُوَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي ذَاكَ لاَ يَسْمَعُهُ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرَّفِيقَ الأَعْلَى، وَالنَّصِيبَ الأَوْفَرَ مِنْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ، وَأَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعِفَّةَ، وَالثَّرَاءَ، وَالْبُشْرَى عِنْدَ انْقِطَاعِ الدُّنْيَا، وَأَسْأَلُكَ إِيمَانًا لاَ يَرْتَدَّ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْفَدُ، وَفَرَحًا لاَ يَنْقَطِعُ، وَتَوْفِيقًا لِلْحَمْدِ، وَلِبَاسَ التَّقْوَى، وَزِينَةَ الْإِيمَانِ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ قَالَ: فَانْطَلَقَ رَجُلٌ فَبَشَّرَهُ. 4064- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عبد الله- هو ابن المبارك- عن المسعودي، عن سليمان بن مينا، عن نفيع مولى عبد الله قال: كان عبد الله رضي الله عنه من أجود الناس ثوبًا أبيض، وأطيب الناس ريحًا. وحديث عمرو بن العاص رضي الله عنه في ترجمته. وحديث القاسم: كان عبد الله رضي الله عنه إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم نزع نعليه من رجليه. في كتاب الأدب. 4065- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي الأحوص، عن عُقبة بن عمرو رضي الله عنه قال: ما أرى رجلاً أعلم بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من ابن مسعود رضي الله عنه. فقال أبو موسى رضي الله عنه: لئن قلت ذاك لقد كان يسمع حين لا يُسمع، ويدخل حيث لا ندخل رضي الله عنه. 4066- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عُمَيْسٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: تَكَلَّمَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رِبًا، وَبِالْإِسْلاَمِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، ثُمَّ قَالَ: رَضِيتُ لَكُمْ مَا رَضِيَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَكَرِهْتُ لَكُمْ مَا كَرِهَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ. 4067- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَهَبَ يَأْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِالسِّوَاكِ، فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَى دِقَّةِ سَاقِهِ وَيَعْجِبُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: هُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدِ، رَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ سَهْلِ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ. وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ سَهْلٌ. 4068- وقال الحارث: حدَّثنا عبد العزيز بن أبَان، ثنا المسعودي، عن عبد الملك بن عُمير، عن أبي المليح، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنت أستر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل، وأوقظه إذا نام، وأمشي معه في الأرض... الحديث.
4069- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد- هو ابن هارون- ثنا جرير- هو ابن حازم- عن يعلى- هو ابن حكيم- عن عِكْرِمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار: تعال فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم اليوم كثير. فقال: واعجبًا لك يا ابن عباس أترى الناس يفتقرون إليك، وفي الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيهم؟ ! قال: فتركت ذلك، فأقبلت أسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحديث، فإن كان يبلغني عن الرجل فآتيه وهو قائل، فأتوسّد ردائي على بابه، يسفي الريح علي من التراب، فيخرج فيرأني، فيقول: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك؟ ألا أرسلت إلي فآتيك؟ فأقول: لا، أنا أحق أن آتيك، فأسأله عن الحديث، فعاش ذلك الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي، يسألونني فقال: كان هذا الفتى أعقل مني. 4070- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا ابن داود، عن الأعمش، عن عبد الملك بن مَيْسَرة، عن طاووس قال: جالست سبعين أو خمسين شيخًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أحد منهم خالف ابن عباس رضي الله عنهما فيلتقيان، إلا قال: هو كما قلت. أو قال: صدقت. 4071- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا قتيبة، ثنا سفيان، عن ابن جُريج، عن طاووس قال: ما رأيت الذي هو أعلم من ابن عباس رضي الله عنهما، ولا أورع من ابن عمر رضي الله عنهما. 4072- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا إسماعيل، ثنا أيوب، قال: نبئت عن طاووس قال: ما رأيت أحدًا أشد تعظيمًا لحرمات الله تعالى من ابن عباس رضي الله عنهما، والله لو أشاء إذا ذكرته أن أبكي لبكيت. 4073- َقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وكيع، ثنا مِسْعَر، عن عبد الملك بن مَيْسَرة، عن طاووس قال: ما رأيت ابن عباس خالفه أحد حتى يقرره..... الحديث تقدم في الحج.
4074- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنِ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: خَرَجَ أَبُو ذَرٍّ إِلَى الرَّبَذَةِ، فَأَصَابَهُ قَدَرُهُ، فَأَوْصَاهُمْ أَنِ اغْسُلُونِي، وَكَفِّنُونِي، ثم ضعوني على قارعة الطريق، فأول ركب يمرون بكم، فقولوا هذا أبو ذر، صاحب رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَعِينُونَا عَلَى غُسْلِهِ وَدَفْنِهِ، فَفَعَلُوا، فَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي رَكْبٍ مِنَ الْعِرَاقِ، وَقَدْ وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ، فَقَامَ إِلَيْهِ غُلاَمٌ، فَقَالَ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَبَكَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: تَمْشِي وَحْدَكَ، وَتَمُوتُ وَحْدَكَ، وَتُبْعَثُ وَحْدَكَ، الْقُرَظِي مَا عَرَفْتُهُ، فَإِنْ كَانَ هُوَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ، فَالْحَدِيثُ مُنْقَطِعٌ. وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ ذَرٍّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ يعْنَى هَذَا. 4074- أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا عاصم بن كليب، ثنا سلمة بن نُباتة قال: خرجنا عُمَّارًا فعمدنا إلى منزل أبي ذر رضي الله عنه، فإذا هو قد أقبل يحمل عظم جزورٍ أو يُحْمَل معه، فأتى منزله، ثم أتانا فسلم علينا... فذكر الحديث. فقال لهم: في كل كذا وكذا جزورًا ينحرونها فيأكلونها، ولي في كل جزور عظم، فقال رجل: يا أبا ذر ما مالك؟ فقال رضي الله عنه: لي قطيع من إبل، وصَرِيْمَة من غنم في إحداها ابني، وفي الأخرى غلام أسود اشتريته فهو عتيقٌ، يخدمني إلى الحول، ثم هو عتيق. قال: فقال رجل يا أبا ذر والله ما من الناس عندنا أحد أكثر أموالاً من أصحابك. فقال: والله ما لهم في مال من الحق إلا ولي مثله. قال: فجعلنا نستفتيه، فقال رجل: يا أبا ذر عندنا رجل يصوم الدهر إلا الأضحى والفطر؟ قال رضي الله عنه: لم يصم ولم يفطر. قال: إنه وإنه. قال: فأعادها... الحديث. 4075- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ، عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ، مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى تَوَاضَعِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه. 4076- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومِيِّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ فِي الْإِسْلاَمِ، أَسْلَمَ قَبْلِي ثَلاَثَةٌ وَأَنَا الرَّابِعُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَالَ: فَرَأَيْتُ الاِسْتِبْشَارَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: جُنْدَبٌ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ. 4077- وَبِهِ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أَبَا ذَرٍّ، أُرِيتُ أَنِّي وُزِنْتُ بِأَرْبَعِينَ أَنْتَ فِيهِمْ، فَوَزَنْتُهُمْ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: كَأَنَّكَ قَدْ عُيِّرَ بِكَ، قَالَ: اسْكُتِي، مَلَأَ اللَّهُ فَاكِ تُرَابًا. 4078- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد بن هارون، أنا محمد بن عمرو، عن أبي عمرو بن حماس، عن مالك بن أوس قال: كنت أسمع بأبي ذر رضي الله عنه، فلم يكن أحد أحب إلي أن أراه وألقاه منه، فكتب إليه عثمان رضي الله عنه أن يقدم عليه، فكتب إليه معاوية: إن كان لك بالشام وأهله حاجة فأخرج أبا ذر، فإنه قد ثقل الناسُ عندي. فقدم أبو ذر رضي الله عنه وتصايح الناس: هذا أبو ذر، هذا أبو ذر. فخرجت أنظر إليه فيمن نظر، فدخل المسجد وعثمان رضي الله عنه فيه، فأتى سارية فصلى عندها ركعتين، ثم أتى عثمان رضي الله عنه فسلم فما سبه ولا أنبه، فقال عثمان رضي الله عنه: أين كنت يوم أغير على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كنت على البئر استسقي. ثم رفع أبو ذر رضي الله عنه بصوته الأشد فقرأ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا} إلى قوله {مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} [التوبة34- 35] فأمره عثمان رضي الله عنه أن يخرج إلى الربذة. وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي لَأُقْرَبُكُمْ مَجْلِسًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَقْرَبُكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ تَرَكْتُهُ فِيهَا وَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلا وَقَدْ تَشَبَّثَ مِنْهَا بِشَيْءٍ غَيْرِي. 4080- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْمُلَيْكِيِّ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ، قَالَ: عُوَيْمِرٌ حَكِيمُ أُمَّتِي، وَجُنْدَبٌ طريدُ أُمَّتِي، يَعِيشُ وَحْدَهُ وَيَمُوتُ وَحْدَهُ، وَاللَّهُ يَبْعَثُهُ وَحْدَهُ. 4081- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن سفيان، حدثني الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: وددت لو أني شجرة تُعْضَد.
4082- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ بكرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَدْخَلَنِي رَجُلٌ عَلَى ابْنَةِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَحَدَّثَتْنِي بِقِصَّةِ ثَابِتٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: بَلْ تَعِيشُ حَمِيدًا، وَتُقْتَلُ شَهِيدًا، وَيُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ، خَرَجَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ، قَالَ: فَلَمَّا لَقِيَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَحُمِلَ عَلَيْهِمْ، فَانْكَشَفُوا قَالَ: قَالَ لِسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ: مَا هَكَذَا كُنَّا نُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، ثُمَّ حَفَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حُفْرَةً، فَحَمَلَ عَلَيْهِمَا الْقَوْمُ، فَبَقِيَا يُقَاتِلاَنِ حَتَّى قُتِلاَ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا، وَكَانَتْ عَلَى ثَابِتٍ دِرْعٌ لَهُ نَفِيسَةٌ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَأَخَذَهَا، فَبَيْنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَائِمٌ، إِذْ أَتَاهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ فِي مَنَامِهِ، فَقَالَ: إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ، إِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ: هَذَا حُلْمٌ، فَتُضَيِّعَهُ، إِنِّي لَمَّا قُتِلْتُ أَمْسِ، مَرَّ بِي رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينِ، فَأَخَذَ دِرْعِي، وَمَنْزِلُهُ فِي أَقْصَى الْعَسْكَرَ، وَعِنْدَ خِبَائِهِ فَرَسٌ يَسْتَنُّ فِي طُولِهِ، وَقَدْ كَفَأَ عَلَى الدِّرْعِ بُرْمَةً، وَجَعَلَ فَوْقَ الْبُرْمَةِ رَحْلاً، فَأْتِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَمُرْهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَى دِرْعِي فَيَأْخُذَهَا، فَإِذَا قَدِمْتَ عَلَى خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبِرْهُ أَنَّ عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ كَذَا وَكَذَا، وَلِي مِنَ الدَّيْنِ كَذَا وَكَذَا، وَفُلاَنٌ مِنْ رَقِيقِي عَتِيقٌ، وَفُلاَنٌ وَإِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ: هَذَا حُلْمٌ، فَتُضَيِّعُهُ فَأَتَى الرَّجُلُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فَأَخْبَرَهُ، فَبَعَثَ إِلَى الدِّرْعِ، فَنَظَرَ إِلَى خِبَاءٍ فِي أَقْصَى الْعَسْكَرِ، فَإِذَا عِنْدَهُ فَرَسٌ، يُسْتَنُّ فِي طُولِهِ، فَنَظَرَ فِي الْخِبَاءِ، فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، فَدَخَلُوا وَرَفَعُوا الرَّحْلَ، وَإِذَا تَحْتَهُ بُرْمَةٌ، فَرَفَعُوهَا فَإِذَا الدِّرْعُ تَحْتَهَا فَأُتِيَ بِهِ خَالِدُ بنُ الْوَلِيدِ فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ حَدَّثَ الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ بِرُؤْيَاهُ، فَأَجَازَ وَصِيَّتَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ، فَلاَ نَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ جُوِّزَتْ وَصِيَّتُهُ بَعْدَ مَوْتِهِ، غَيْرَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
4083- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ كَذَا وَكَذَا، فَأَيُّ عَمَلٍ لَكَ أَوْثَقُ تَرْجُو بِهِ؟ قَالَ: إِنَّ عَمَلِي لَضَعِيفٌ، وَإِنَّ أَوْثَقَ عَمَلِي أَرْجُو بِهِ سَلاَمَةُ صَدْرِي، وَتَرْكِي مَا لاَ يَعْنِينِي. هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ وَمُنْقَطِعٌ أَيْضًا. وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ رِوَايَةِ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ وَخَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ مُتَّصِلاً دُونَ مَا فِي آخِرِهِ مِنَ السُّؤَالِ. وحديث جندب رضي الله عنه عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه موقوف مضى في العلم. وحديث الحسن المرسل في تفسير الأحقاف.
4084- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ حَنْظَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّيَ حَنْظَلَةَ، يَقُولُ: قَالَ أَبِي حَنِيفَةُ بْنُ حِذْيَمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ ذُو بَنِينَ، وَهَذَا أَخْصَ بَنِيِّ فَسَمَتَ عَلَيْهِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: يَا غُلاَمُ وَأَخَذَ بِيَدِي، وَمَسَحَ رَأْسِي بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ حِذْيَمٍ، يُؤْتَى بِالْإِنْسَانِ الْوَارِمِ، فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: بِاسْمِ اللَّهِ، فَيَذْهَبُ الْوَرَمُ.
4085- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الزراق، ثنا مَعْمَر، عن زياد بن جبل، عن أبي كعب الحارثي هو ذو الإداوة قال: سمعته يقول: خرجت في طلب إبل لي ضوال، فتزودت لبنًا في إداوة، ثم قلت في نفسي: ما أنصفت فأين الوضوء، فأهرقت اللبن، وملأتها ماء، وقلت: هذا وضوء، وهذا شراب. فكنت أبغي إبلي فإذا أردت أن أتوضأ اصطببت من الإدواة ماء فتوضأت، وإذا أردت إن أشرب أصطببت لبنًا فشربته فمكثت بذلك ثلاثًا. فقالت له أسماء النجرانية: يا أبا كعب أقطيبًا كان أم حليبًا؟ فقال: إنك لبطالة، بل كان يعصم من الجوع ويروي من الظمأ. أما إني حدثت بهذا الحديث نفرًا من قومي فيهم عليّ بن الحارث سيد بني قيان، قال: ما أظن الذي تقول كما قلت. قلت: الله أعلم بذلك. ثم رجعت إلى منزل فنمت تلك الليلة فإذا أنا به صلاة الصبح على بابي، فقلت: يرحمك الله لم تعنيت إلي؟ ألا أرسلت إلي فآتيك؟ قال: أَخْبَرَنَا أحق بذلك أن آتيك، ما نمت الليلة إلا أتأني آت فقال: أنت الذي تكذب من يحدث بأنعم الله تعالى. ثم خرجت حتى أتيت المدينة فأتيت عثمان بن عفان رضي الله عنه فسألته عن شيء من أمر ديني، فقلت: يا أمير المؤمنين إني رجل من بني الحارث من أهل اليمن أريد أن أسألك عن أشياء فمر حاجبك أن لا يحجبني. فقال رضي الله عنه: يا وثاب إذا جاء الحارثي فأذن له. فكنت إذا جئت فقرعت الباب فقال: من ذا؟ فقلت الحارثي: قال ادخل. فدخلت فإذا عثمان رضي الله عنه جالس وحوله نفر سكوت لا يتكلمون، كأنما على رؤوسهم الطير، فسلمت، ثم جلست، ولم أسأله عن شيء لما رأيت من حالهم... فذكر الحديث.
4086- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد بن هارون، أنا هشام، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخلت على البراء بن مالك رضي الله عنه وهو مستلقٍ على فراشه، وهو ينشد أبياتًا من الشعر، كأنه يتغنى بهن، فقلت له: رحمك الله قد أبدلك الله به، ما هو خير منه، القرآن. فقال: أترهبُ أن أموت على فراشي؟ لا والله ما كان الله ليحرمني ذلك، وقد قتلت مائة منفردًا سوى من شاركت في ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4087- قال أبو يعلى: حدَّثنا الحسن بن حمّاد الكوفي، ثنا مُسْهِر بن عبد الملك بن سلع، أخبرني أبي قال: قلت لعَبْدِ خَيْر كم أتى عليك؟ قال: عشرون ومائة سنة. قلت: تذكر من أمر الجاهلية شيئًا؟ قال: نعم، كنا ببلاد اليمن فجاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى خير واسع، وكان أبي ممن خرج وأنا غلام، فلما رجع قال لأمي: مري بهذي القدر فلترق للكلاب فإنا قد أسلمنا فأسلم.
4088- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا أبو معاوية، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر رضي الله عنه.
4089- قال أبو بكر: حدَّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن عاصم الأحول قال: سأل صُبَيح أبا عثمان النهدي وأنا أسمع فقال له: هل أدركت النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أسلمت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأديت له ثلاث صدقات ولم ألقه، وغزوت على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عدة غزوات، شهدت فتح القادسية، وجلولاء، ونهاوند، واليرموك، وأذربيجان، ومهران، ورستم، فكنا نأكل السمن، ونترك الودك. قال: فسألته عن الظروف؟ فقال: لم يكن يُسأل عنها. يعني: ظروف المشركين.
4090- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ أَبُو جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا طَالِبُ بْنُ حُجَيْرٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا هُودُ الْعَصَرِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ، إِذْ قَالَ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَكْبٌ مِنْ خَيْرِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَتَوَجَّهَ نَحْوَ ذَلِكَ الْوَجْهِ، فَلَقِيَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَاكِبًا، فَرَحَّبَ بِهِمْ وَقَرَّبَ، وَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ؟ قَالُوا: قَوْمٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، قَالَ: فَمَا أَقْدَمَكُمْ هَذِهِ الْبِلاَدَ، التِّجَارَةُ؟ قَالُوا: لاَ، قَالَ: فَتَبِيعُونَ سُيُوفَكَمْ هَذِهِ؟ قَالُوا: لاَ، قَالَ: فَلَعَلَّكُمْ إِنَّمَا قَدِمْتُمْ فِي طَلَبِ هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالُوا: أَجَلْ، فَمَشَى مَعَهُمْ يُحَدِّثُهُمْ، حَتَّى نَظَرَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُمْ: هَذَا صَاحِبُكُمُ الَّذِي تَطْلُبُونَ، فَرَمَى الْقَوْمُ بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ رِحَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ سَعَى سَعْيًا، وَمِنْهُمْ مَنْ هَرْوَلَ هَرْوَلَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ مَشَى حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذُوا يَدَهُ يُقَبِّلُونَهَا، وَقَعَدُوا إِلَيْهِ وَبَقِيَ الأَشَجُّ وَهُوَ أَصْغَرُ الْقَوْمِ فَأَنَاخَ الْإِبِلَ وَعَقَلَهَا، وَجَمَعَ مَتَاعَ الْقَوْمِ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي عَلَى تُؤَدَةٍ، حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَبَّلَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: فِيكَ خَصْلَتَانِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَ: وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: الأَنَاةُ وَالتُّؤَدَةُ قَالَ: أَجِبِلًّا جُبِلْتُ عَلَيْهِ، أَوْ تَخَلُّقًا مِنِّي؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: بَلْ جِبِلٌّ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَأَقْبَلَ الْقَوْمُ قِبَلَ تَمَرَاتٍ لَهُمْ يَأْكُلُونَهَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي التَّمْرِ الْبَرْنِيِّ. وَاسْمُ جَدِّ هُودَ مَزِيدَةٌ.
4091- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا الهيثم بن خارجة، ثنا الجراح بن مليح، قال: سمعت بكر بن زرعة الخَوْلاني قال: سمعت أبا عنبة الخَوْلاني، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ممن أكل الدم في الجاهلية.
4092- قال أبو يعلى: حدَّثنا الصلتُ بن مسعود، ثنا يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس، حدثني عمي الحسن بن يزيد، عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه سرية وحدهُ. قلت: وهو مختصر من حديث طويل.
4093- قال أبو يعلى: حدَّثنا عثمان، ثنا وكيع، ثنا موسى بن علي، عن أبيه قال: سمعت مسلمة بن مَخْلَد يقول: ولدت مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وقبض النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر.
في الفتن.
4094- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تَزَوَّجَ حَفْصَةَ خَيْرًا مِنْ عُثْمَانَ، وَيَزَوَّجَ عُثْمَانُ خَيْرًا مِنْ حَفْصَةَ فَزَوَّجَهُ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ.
4095- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيِّ أَبُو أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ يَعْلَى، حَدَّثَنِي يَزِيدُ مِنْ وَلَدِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ الضَّحَّاكِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ السَّعْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ فُلاَنَةُ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أَوَّلُ نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ إِسْلاَمًا. 4096- حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ خَدِيجَةَ، لِأَنَّهَا مَاتَتْ قَبْلَ الْفَرَائِضِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: أَبْصَرْتُهَا فِي نَهَرٍ مِنْ أَنْهَارٍ الْجَنَّةِ، فِي بَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ.
4097- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا حسين بن محمد، ثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: لما نزلت عليهم رخصة التيمم بالصّعُدات، دخل أبو بكر رضي الله عنه على عائشة رضي الله عنه فقال: إنك لمباركة، أنزلت علينا رخصة التيمم. 4098- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيَّ حَوْفٌ، فَمَا هُوَ إِلاَّ أَنْ تَزَوَّجَنِي، فَأُلْقِيَ عَلَيَّ الْحَيَاءُ. 4098- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهِ، وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْبَقَّالِ بِهِ وَأَتَمَّ مِنْهُ. 4099- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ قُلْتُ: سَبَّتْنِي فَاطِمَةُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: يَا فَاطِمَةُ، سَبَبْتِ عَائِشَةَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: أَلَيْسَ تُحِبِّينَ مَنْ أُحِبُّ، وَتُبْغِضِينَ مَنْ أُبْغِضُ؟ قَالَتْ: بَلَى قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: فَإِنِّي أُحِبُّ عَائِشَةَ، فَأَحِبِّيهَا، قَالَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لاَ نَقُولُ لِعَائِشَةَ شَيْئًا يُؤْذِيهَا أَبَدًا. 4100- وَقَالَ الْحَارِثِ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ذُكِرَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: دَعُوا عَائِشَةَ، فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. 4101- وقال الطيالسي: حدَّثنا شُعبة، عن أبي إسحاق عمن سمع عمارًا- وذكر رجلٌ عنده عائشة رضي الله عنها فنال منها- فقال عمار: اسكت مقبوحًا منبوحًا، أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. 4102- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: حَمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَاتِقِهِ، وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ الدِّرْكِلَةَ، وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ حَسَّانَ عَجُوزُ صِدْقٍ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ وَهُوَ زَوْجُهَا، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَتْ تَقُولُ: لاَ يُبْغِضُنِي إِنْسَانٌ فِي الدُّنْيَا، إِلاَّ تَبَرَّأْتُ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ. - وقال عبد الله بن أحمد: قرأت على أبي، عن محمد بن عُبيد، عن هارون البربري، عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: قدم رجل بعد وفاة عائشة رضي الله عنها، فسأله عبيد بن عمير: كيف رأيت وجدَ الناس عليها؟ قال: والله ما اشتد وجدهُم كل ذاك. قال عبيد بن عمير: إنما يحزن على عائشة رضي الله عنها من كانت له أُمًّا. 4105- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا زَمْعَةُ هُوَ ابْنُ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، يَقُولُ: سَمِعَتْ أُمُّ سَلَمَةَ الصَّرْخَةَ عَلَى عَائِشَةَ، فَأَرْسَلَتْ جَاريَتَهَا انْظُرِي مَا صَنَعَتْ، فَجَاءَتْ، فَقَالَتْ: قَدْ قَضَتْ، فَقَالَتْ: يَرْحَمُهَا اللَّهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ أَبَاهَا. 4106- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الضَّحَّاكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ جَدْعَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ، وَآخَرُ مَعَهُ، أَنَّهُمَا أَتَيَا عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: يَا فُلاَنُ، سَمِعْتَ حَدِيثَ حَفْصَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ لَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَمَا ذَاكَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَتْ: فِيَّ تِسْعٌ، لَمْ تَكُنْ فِي أَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ، إِلاَّ مَا آتَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ، وَاللَّهِ مَا أَقُولُ هَذَا أَنِّي أَفْتَخِرُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ صُوَيْحِبَاتِي قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ: وَمَا هُنَّ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَتْ: نَزَلَ الْمَلَكُ بِصُورَتِي، وَتَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَأُهْدِيتُ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِتِسْعٍ، وَتَزَوَّجَنِي بِكْرًا لَمْ يُشْرِكْهُ فِيَّ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، وَأَتَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْوَحْيُ وَأَنَا وَإِيَّاهُ فِي لِحَافٍ وَاحِدٍ، وَكُنْتُ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ونَزَلَ فِيَّ آيَاتٌ مِنَ الْقُرْآنِ كَادَتِ الْأُمَّةُ أَنْ تَهْلِكَ فِيهِنَّ، وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ وَلَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنْ نِسَائِهِ غَيْرِي، وَقُبِضَ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ غَيْرَ الْمَلَكِ وَأَنَا. 4107- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا بِشر بن الوليد، ثنا أبو جعفر، عن سليمان الشيباني، عن علي بن زيد بن جدعان، عن جدته، عن عائشة رضي الله عنها قالت: أعطيتُ تسعًا ما أعطيهنّ امرأة إلا مريم... فذكر نحوه. فقالت: وإن كان الوحي ينزل عليه وهو في أهله متفرقون عنه، وإن كان لينزل عليه صلى الله عليه وسلم وأنا معه في لحافه، وإني لابنة خليفته وصدّيقه، لقد خلقت طيبة وعند طيب، ولقد وُعدت مغفرة ورزقًا كريمًا. وحديث ذكوان مولى عائشة رضي الله عنها في قصة الدُّّّّّّرج الذي بعث به عمر رضي الله عنه إليها لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، يأتي إن شاء الله تعالى في الفتوح العمرية.
4108- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْمُلائِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزُورُهَا، وَيُسَمِّيهَا الشَّهِيدَةَ، وَكَانَتْ قَدْ جَمَعَتِ الْقُرْآنَ وَالْحَدِيثَ، فَقَامَ عُمَرُ فِي النَّاسِ، فَقَالَ: إِنَّ أُمَّ وَرَقَةَ غَمَّهَا غُلاَمُهَا وَجَارِيَتُهَا فَقَتَلاَهَا وَإِنَّهُمَا هَرَبَا، فَأُتِيَ بِهِمَا، فَصُلِبَا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: انْطَلِقُوا نَزُورُ الشَّهِيدَةَ. أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ طَرَفًا مِنْهُ سِوَى مَا ذَكَرْتُ هُنَا.
4109- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ هُوَ الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنَا عَطْوَانُ هُوَ ابْنُ مِشْكَانَ، عَنْ جَمْرَةَ الْحَنْظَلِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِإِبِلِ الصَّدَقَةِ فَمَسَحَ رَأْسِي، وَدَعَا لِي.
4110- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَنَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَكَانَتْ قَدْ أُعْطِيَتْ جَمَالاً، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَدِيدَ الْحَيَاءِ.... الْحَدِيثَ. 4111- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ الأَسْوَدِ، عَنْ مُنْيَةَ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تِسْعُ نِسْوَةٍ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمًا: خَيْرُكُنَّ أَطْوَلُكُنَّ يَدًا، فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ تَضَعُ يَدَهَا عَلَى الْجَدارِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَسْتُ أَعْنِي هَذَا، وَلَكِنْ أَصْنَعَكُنَّ يَدَيْنِ. 4111- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهَذَا.
4112- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، قَالَ: ثَقُلَتْ مَيْمُونَةُ بِمَكَّةَ، وَلَيْسَ عِنْدَهَا مِنْ بَنِي أُخْتِهَا أَحَدٌ، فَقَالَتْ: أَخْرِجُونِي مِنْ مَكَّةَ، فَإِنِّي لاَ أَمُوتُ بِهَا، أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي لاَ أَمُوتُ بِهَا، حَتَّى أَتَوْا بِهَا سَرِفَ إِلَى الشَّجَرَةِ الَّتِي بَنَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَهَا فِي مَوْضِعِ الْقُبَّةِ فَمَاتَتْ، فَلَمَّا وَضَعْنَاهَا فِي لَحْدِهَا، أَخَذْتُ رِدَائِي فَوَضَعْتُهُ تَحْتَ خَدِّهَا فِي اللَّحْدِ، فَأَخَذَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَرَمَى بِهِ.
4113- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هُوَ ابْنُ زُبَالَةَ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ هِيَ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ يَوْمَ أُحُدٍ بِالْمَدِينَةِ، خَلَّفَهُنَّ فِي فَارِعٍ، وَفِيهِنَّ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَخَلَّفَ فِيهِنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ لِيَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: دُونَكَ الرَّجُلَ، فَجَبُنَ حَسَّانُ، وَأَبِي عَلَيْهَا، فَتَنَاوَلَتْ صَفِيَّةُ السَّيْفَ فَضَرَبَتْ بِهِ الْمُشْرِكَ، حَتَّى قَتَلَتْهُ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَضَرَبَ لِصَفِيَّةَ بِسَهْمٍ كَمَا يُضْرَبُ لِلرِّجَالِ. تَابَعَ ابْنُ زُبَالَةَ عَلَيْهِ إِسْحَاقَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ الْمَدَنِيَّ وَهُوَ مِنْ رِجَالِ الْبُخَارِيِّ فَرَوَاهُ عَنْ أُمِّ عُرْوَةَ، أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِهِ، وَسِيَاقُهُ أَتَمُّ.
4114- َقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَ إِلَى سَوْدَةَ بِطَلاَقِهَا، فَقَالَتْ: أَمِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ طَلَّقَنِي؟ فَجَلَسَتْ عَلَى طَرِيقِهِ مِنْ بَيْتِ عَائِشَةَ، فَمَرَّ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَنْشُدُكَ بالَّذِي أنَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ، وَاصْطَفَاكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَطَلَّقْتَنِي مِنْ مَوْجِدَةٍ وَجَدْتَهَا عَلَيَّ؟ وَأَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ، وَاصْطَفَاكَ عَلَى الْخَلْقِ، لَمَا رَاجَعْتَنِي، فَوَاللَّهِ لَقَدْ كَبِرْتُ، وَمَا بِي حَاجَةٌ إِلَى الرِّجَلِ، وَلَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُبْعَثَ وَأَنَا مِنْ نِسَائِكَ، فَرَاجَعَهَا فَقَالَتْ: فَإِنِّي أَهَبُ يَوْمِي وَلَيْلَتِي بِقُرَّةِ عَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَائِشَةَ رضي الله عنها.
4115- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمنِ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي عَجْلاَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا سَلَمَةَ الْوَفَاةُ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: إِلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَبْدِلْ أُمَّ سَلَمَةَ خَيْرًا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنِّي كَبِيرَةُ السِّنِّ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ سِنًّا، وَالْعِيَالُ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ فَسَأَدْعُو اللَّهَ يُذْهِبُهَا فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِرَحَاءَيْنِ، وَجَرَّةِ الْمَاءِ. 4116- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: جَاءَ أَبُو سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي وَفَاتِهِ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَهَا فَرَدَّتْهُ، ثُمَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَرَدَّتْهُ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ فِيَّ خِلاَلاً ثَلاَثًا، فَسَمِعَ عُمَرُ مَا رَدَّتْ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَغَضِبَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ مِمَّا غَضِبَ لِنَفْسِهِ، فَأَتَاهَا فَقَالَ لَهَا: أَنْتِ الَّتِي تَرُدِّينَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا تَرُدِّينَهُ، قَالَتْ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنَّ فِيَّ كَذَا وَكَذَا، وَفِي الْحَدِيثِ: فَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْغَيْرَةِ، فَإِنِّي أَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَهَا قَالَ: فَكَانَتْ فِي النِّسَاءِ كَأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْهُنَّ، فَلاَ تَجِدُ مَا يَجِدْنَ النِّسَاءُ مِنَ الْغَيْرَةِ، قُلْتُ: أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، بِدُونِ هَذِهِ الزِّيَادَةِ. 4117- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ الَّذِي تَزَوَّجَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُمَّ سَلَمَةَ عَلَى شَيْءٍ قِيمَتُهُ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ. 4117- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ الْحَمَّالُ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، بِهِ.
4118- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ، وَهِيَ تَبْكِي فَقَالَ: مَالِكِ؟ أَطَلَّقَكِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ إِنَّهُ كَانَ قَدْ طَلَّقَكِ مَرَّةً، ثُمَّ رَاجَعَكِ مِنْ أَجْلِي، وَاللَّهِ إِنْ كَانَ طَلَّقَكِ مَرَّةً أُخْرَى لاَ أُكَلِّمُكِ أَبَدًا. 4119- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَلَّقَ حَفْصَةَ، فَجَاءَ خَالاَهَا قُدَامَةُ وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَبَكَتْ وَقَالَتْ: أَمَا وَاللَّهِ مَا طَلَّقَنِي عَنْ شِبَعٍ، فَجَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَجَلْبَبَتْ، فَقَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِي: رَاجِعْ حَفْصَةَ، فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ، قَوَّامَةٌ، وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ. 4119- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ أَوْ يَزِيدَ، نَحْوَهُ.
4120- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْجُشَمِيُّ، حَدَّثَتْنَا عَلِيلَةُ بِنْتُ الْكُمَيْتِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أُمِّي أَمِينَةَ، تَقُولُ حَدَّثَتْنِي أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ رَزِينَةَ، عَنْ أُمِّهَا رَزِينَةَ مَوْلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَبَى صَفِيَّةَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ، يَوْمَ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَجَاءَ يَقُودُهَا مَسْبِيَّةً، فَلَمَّا رَأَتِ النِّسَاءَ، قَالَتْ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَأَرْسَلَهَا، فَكَانَ ذِرَاعُهَا فِي يَدِهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَعْتَقَهَا، ثُمَّ خَطَبَهَا وَتَزَوَّجَهَا، وَأَمْهَرَهَا رَزِينَةَ، قُلْتُ: حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، عَنْ نِسْوَةٍ مَجْهُولاَتٍ، وَالَّذِي فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ جَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا، وَكَذَا تَقَدَّمَ عَنْهَا نَفْسِهَا، فِي كِتَابِ النِّكَاحِ. 4121- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، عَنْ سُلَيْمَانَ هُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ هِلاَلٍ، قَالَ: إِنَّ صَفِيَّةَ قَالَتْ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَكْرَهُ إِلَيَّ مِنْهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: إِنَّ قَوْمَكِ صَنَعُوا كَذَا وَكَذَا، قَالَتْ: فَمَا قُمْتُ مِنْ مَقْعَدِي، وَمَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ. 4122- حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ رَبِيعِ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَجُزِ نَاقَتِهِ، قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أَنْعَسُ، فَيَمَسَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ وَيَقُولُ: يَا هَذِهِ، يَا بِنْتَ حُيَيٍّ وَجَعَلَ يَقُولُ: يَا صَفِيَّةُ، إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكِ، مِمَّا صَنَعْتُ بِقَوْمِكِ، إِنَّهُمْ قَالُوا لِي كَذَا، إِنَّهُمْ قَالُوا لِي كَذَا. 4122- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعٌ رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ وَكَانَ فِي حَيِّ صَفِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنْ صَفِيَّةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ قَطَّ أَحْسَنَ خُلُقًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
4123- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا روح، ثنا هشام، عن عثمان بن القاسم قال: خرجت أم أيمن رضي الله عنها مهاجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وهي ماشيةٌ ليس معها زاد، وهي صائمة في يوم شديد الحر، فأصابها عطش شديد حتى كادت تموتُ من شدة العطش، قالت: فلما غابت الشمس إذا أنا بخفيق شيء فوق رأسي، فرفعت رأسي فإذ أنا بدلوٍ من ماء برشاءٍ أبيض، فدنا مني حتى إذا كان مني حيث أستمكن تناولته فشربت منه حتى رويت، فلقد كنت أصوم بعد ذلك في اليوم الحار ثم أطوف في الشمس كي أعطش فما عطشت بعدها.
4124- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ يزَيْدِ بْنِ جُعْدُبَةَ، عَنْ زَيْنَبَ، امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَعْطَاهَا بِخَيْبَرَ جُذَاذَ خَمْسِينَ وَسْقًا تَمْرًا، وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا.
لها في حديث تزويج علي بفاطمة تقدم في النكاح، وفيه: قالت: فدعا لي بدعاء إنه لأوثق عملي عندي.
4125- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَاسْمُهُ بَاذَانَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: خَطَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاعْتَذَرْتُ إِلَيْهِ فَعَذَرَنِي، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ: {يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ} إِلَى قَوْلِهِ: {هَاجَرْنَ مَعَكَ}، قَالَتْ: لَمْ أَكُنْ أَحِلُّ لَهُ، وَلَمْ أَكُنْ هَاجَرْتُ مَعَهُ، كُنْتُ مَعَ الطُّلَقَاءِ.
4126- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّ مَالِكً الأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ مَالِكٍ بِعُكَّةِ سَمْنٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِلاَلاً فَعَصَرَهَا، ثُمَّ رفَعَهَا إِلَيْهَا، فَرَجَعْتُ، فَإِذَا هِيَ مَمْلُوءَةٌ سَمْنًا، فَأَتَيْتُ فَقُلْتُ: نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: وَمَا ذَاكَ يَا أُمَّ مَالِكٍ؟ قَالَتْ: رَدَدْتَ عَلَيَّ هَدِيَّتِي، قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِلاَلاً فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَقَدْ عَصَرْتُهَا حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَنِيئًا لَكِ أُمَّ مَالِكٍ، هَذِهِ بَرَكَةٌ عَجَّلَ اللَّهُ لَكِ ثَوَابَهَا.
تقدم في أول كتاب الخلافة والإمارة أحاديث من هذا. 4127- قال أحمد بن منيع: حدَّثنا يزيد بن هارون، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس رضي الله عنه قال: كنت أسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: لا يدخل أحد من قريش في باب إلا دخل معه ناس. ولا أدري ما تأويل قوله، حتى طعن عمر رضي الله عنه، فأمر صهيبًا رضي الله عنه أن يصلي بالناس، وأمر أن يجعل للناس طعامًا... فذكر الحديث. وقد مضى في الجنائز. 4128- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ حَدِيثًا وَفِيهِ: وَلَوْلاَ أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ لِأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَهَا عِنْدَ اللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهَا نَكَالاً، فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالاً. 4128- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بِهَذَا. 4129- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ حُمَيْدٍ الْكِنْدِيِّ أَوِ الْعَبْدِيِّ، عَنِ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَسُبُّوا قُرَيْشًا، فَإِنَّ عِلْمَ عَالِمِهَا يَمْلَأُ الأَرْضَ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَ قُرَيْشٍ نَكَالاً عِقَابًا، أَوْ وَبَالاً، فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالاً. 4130- حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: انْظُرُوا قُرَيْشًا، فَاسْمَعُوا قَوْلَهُمْ، وَدَعُوا فِعْلَهُمْ. 4131- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اطْلُبُوا الْقُوَّةَ وَالأَمَانَةَ فِي الأَئِمَّةِ مِنْ قُرَيْشٍ، فَإِنَّ قَوِيَّ قُرَيْشٍ لَهُ فَضْلاَنِ عَلَى أقَوَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَإِنَّ أَمِينَ قُرَيْشٍ لَهُ فَضْلاَنِ عَلَى أَمِينِ مَنْ سِوَاهُمْ. 4131- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بِهِ. 4132- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ، خِيَارُهُمْ تَبَعٌ لِخِيَارِهِمْ، وَشِرَارُهُمْ تَبَعٌ لِشِرَارِهِمْ. 4133- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: تَعَلَّمُوا مِنْ قُرَيْشٍ، وَلاَ تُعَلِّمُوهَا، وَقَدِّمُوا قُرَيْشًا، وَلاَ تُؤَخِّرُوهَا، فَإِنَّ لِلْقُرَشِيِّ قُوَّةَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ.
4134- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَقُومُ الرَّجُلُ عَنْ مَجْلِسِهِ لِأَخِيهِ، إِلاَّ بَنِي هَاشِمٍ، فَإِنَّهُمْ لاَ يَقُومُونَ لِأَحَدٍ. 4135- حَدَّثَنَا شَبَّابُ بْنُ خَيَّاطٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَوَّلُ النَّاسِ فَنَاءً قُرَيْشٌ، وَأَوَّلُ قُرَيْشٍ فَنَاءً بَنُو هَاشِمٍ.
4136- قال الحارث: حدَّثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا قيس- هو ابن الربيع- عن عثمان بن أبي زرعة، عن مولاة لأبي موسى، عن أبي موسى رضي الله عنه، في قوله عز وجل {الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ} [التوبة: 100] قال: من صلى القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4137- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ هَارُونَ الأَنْصَارِيِّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ، وَلِذَرَارِيِّ الأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَذَرَارِيِّ ذَرَارِيهِمْ وَمَوَالِيهِمْ وَجِيرَانِهِمْ. حَدِيثٌ فِي الْوَصِيَّةِ بِالأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فِي بَابِ: الْخُلَفَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ. 4138- قال أبو بكر: ثنا عيسى، عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر قال: لقد لبثنا في المدينة سنتين قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا نعمر المساجد ونقيم الصلاة. 4139- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: رَأَيْتُ الْحَجَّاجَ يَضْرِبُ عَبَّاسَ بْنَ سَهْلٍ فِي إِمْرةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَتَاهُ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَهُ ضَفِيرَتَانِ، وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ: إِزَارٌ وَرِدَاءٌ، فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ السِّمَاطَيْنِ، فَقَالَ: يَا حَجَّاجُ، أَلاَ تَحْفَظُ فِينَا وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: وَمَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيكُمْ؟ قَالَ: أَنْ يُحْسَنَ إِلَى مُحْسِنِ الأَنْصَارِ، وَيُعْفَى عَنْ مُسِيئِهِمْ، قَالَ: فَأَرْسَلَهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى. 4140- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النِّيلِيِّ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ بَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قَوْمٍ نَزَلْنَا بِهِمْ، يَعْنِي: الأَنْصَارَ لَقَدْ أَشْرَكُونَا فِي أَمْوَالِهِمْ وَكَفَوْنَا الْمُؤْنَةَ، وَلَقَدْ خِفْنَا أَنْ يَكُونُوا قَدْ ذَهَبُوا بِالأَجْرِ كُلِّهِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: كَلا، مَا دَعَوْتُمُ اللَّهَ تَعَالَى لَهُمْ، وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يَذْهَبُوا بِالأَجْرِ كُلِّهِ. 4141- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَعْدٌ، حَدَّثَنَا رُشَيْدٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِنَّ يَعْنِي جَوَارِي بَنِي النَّجَّارِ. 4142- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُكْثِرُ زِيَارَةَ الأَنْصَارِ خَاصَّةً وَعَامَّةً، فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِذَا زَارَ خَاصًّا أَتَى الرَّجُلَ فِي مَنْزِلِهِ، وَإِذَا زَارَ عَامًّا أَتَى الْمَسْجِدَ. 4143- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زَحْمَوَيْهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ ابْنِ شَفِيعٍ الطِّبِيبِ، قَالَ: دَعَانِي أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَطَعْتُ لَهُ عِرْقَ النِّسَا، فَحَدَّثَنِي بِحَدِيثَيْنِ، قَالَ: أَتَانِي أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنْ قَوْمِي: أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي ظُفَرَ، وَأَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ، فَقَالُوا: كَلِّمْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمْ لَنَا، أَوْ يُعْطِينَا، أَوْ نَحْوَ هَذَا، فَكَلَّمْتُهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: نَعَمْ، أَقْسِمُ لِأَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ مِنْهُمْ بِشَطْرٍ، فَإِنْ عَادَ اللَّهُ عُدْنَا عَلَيْهِمْ، قَالَ: قُلْتُ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَأَنْتُمْ فَجَزَاكُمُ اللَّهَ خَيْرًا، فَإِنَّكُمْ مَا عَلِمْتُ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ قَسَمَ حُلَلاً بَيْنَ النَّاسِ، فَبَعَثَ إِلَيَّ مِنْهَا بِحُلَّةٍ، فَاسْتَصْغَرْتُهَا فَأَعْطَيْتُهَا ابْنِي، فَبَيْنَا أَنَا أُصَلِّي، إِذْ مَرَّ بِي شَابٌّ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ حُلَّةٌ مِنْ تِلْكَ الْحُلَلِ يَجُرُّهَا، فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَخْبَرَهُ، فَجَاءَ وَأَنَا أُصَلِّي، فَقَالَ: صَلِّ يَا أُسَيْدُ، فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلاَتِي، قَالَ: تِلْكَ حُلَّةٌ بَعَثْتُ بِهَا إِلَى فُلاَنٍ، وَهُوَ بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ عَقَبِيٌ، فَأَتَاهُ هَذَا الْفَتَى فَابْتَاعَهَا مِنْهُ، فَلَبِسَهَا، فَظَنَنْتَ أَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ فِي زَمَانِي؟ قَالَ: قُلْتُ: قَدْ وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ظَنَنْتُ أَنَّ ذَلِكَ لاَ يَكُونُ فِي زَمَانِكَ.
|